هل 4-4-2 ومشتقاتها الأفضل ؟هل هي أفضل طرق العب التي تؤمن أكبر فرص للفوز ؟ هل هي صالحة لكل الفرق بغض النظر عن امكانيات المتوفرة لتنفيذها ؟ هل لأن معظم الفرق العالمية تلعب 4-4-2 فهذا يعني أنها الأفضل لأي فريق.
وماذا عن 3-5-2 أهي طريقه عفا عليها الزمان وأصبحت لا تؤمن فرص الفوز أما السؤال الأهم فهو:
ماهي الطريقه الأنسب والأفضل للفرق المصرية سواء منتخبات أو اندية حين يتسلم المدرب مهمة تدريب فريق فأنه يدرس امكانيات اللاعبين ويضع خطة مناسبة تحقق له أقصى استفادة من امكانيات جميع اللاعبين والوصول لأفضل النتائج ...
لذلك امكانيات اللاعبين هي الأهم في اختيار خطة اللعب المناسبة لذلك سوف أقارن بين 4-4-2 و- 3-5-2 من حيث عدد اللاعبين السوبر المطلوب تواجدهم في قائمة الفريق لتحقيق الفوز من منطق أن من يدافع جيداً يفوز أعتقد أن طريقة 3-5-2 لا تحتاج لأكثر من 4 إلى 5 لاعبين ينفذون متطلبات مراكزهم على أكمل وجه لتحقيق الفوز.
أما 4-4-2 تحتاج ما لا يقل عن 8 لاعبين للوصل لنفس النتيجة لذلك أرى أن 3-5-2 هي الأنسب للفرق المصرية في ظل عدم توفر امكانيات عالية في كل خطوط الفريق فإذا أعاد حسام حسن هاني سعيد لمركز الليبرو.
سوف يؤمنه ذلك من هفوات عمر الصفتي واخطاء أحمد غانم سلطان المتكررة وسوف يعطي الفريق ثقلاً في الملعب وعلى الأهلي أيضاً أن يجد لاعب يشغل هذا المركز ليحل مشكلة الفريق في عدم القدرة على بدأ الهجمة بشكل صحيح والتغطية على تقدم سيد معوض المتكرر وسد ثغرة الفريق وإعادة الاتزان لدفاع الفريق المهتز وبشدة.
وسوف اشرح الآن كل متطلبات كل خط من خطوط الفريق في الطرقتين للتدليل على ذلك .
أولاً :خط الدفاع : 3-5-2 في 3-5-2 يتكون خط الدفاع من ظهير حر (ليبرو) وقلبي دفاع وظهيرين أيمن وأيسر كل منهم له دور في الحالة الدفاعية وأخر في الحالة الهجومية في الحالة الدفاعية يتلخص دور قلبي الدفاع في الرقابة الصارمة على مهاجمي المنافس والليبرو في التغطية على قلبي الدفاع وظهري الجنب وتصحيح مايقومون به من أخطاء.
وهذا يضمن أنه في حالة عدم قيام اي من قلبي الدفاع وظهري الجنب بوجباته فإن هناك من يقوم بالتغطية وابعاد الخطر عن مرمى الفريق ويتكفل الليبرو أيضاً بإبطال مفعول البينيات القادمة من المنافس اما في الحالة الهجومية في حالة تقدم أحد ظهري الجنب فيمكن لأحد قلبي الدفاع بالتغطية خلفه (على أن يقوم الليبرو بأخذ مهام قلب الدفاع ) أو يقوم الليبرو بالتغطية.
وهذا يمنح حرية تامة لظهري الجنب للزيادة الهجومية بدون خوف من ترك ظهره مكشوف أو اضطراره للعودة سريعاً لمكانه في حالة فقدان الكرة.
إذن في 3-5-2 يمكن أن تلعب بقلبي دفاع لا يقومون بوجباتهم 100 % (أو يتميزان بالسرعات العالية ) أو ظهري جنب لايجدون إلارتداد السريع لأن هناك من يقوم بتصحيح اخطأهم والتغطية عليهم و وجود الليبرو يعطي الفريق امكانية تحضير وبدء هجمة من الخط الخلفي للفريق بسهولة حتى في حالة عدم تمتع قلبي الدفاع بالمهارة اللازمة لذلك لأن وجود الليبرو يسهل عليهم ذلك وبشدة.
:4-4-2 خط الدفاع يتكون من ظهري جنب وقلبي دفاع وفي 4-4-2 يجب أن يكون رباعي الدفاع على أعلى مستوى بدني وفني وتركيز لمدة ال-90 دقيقة (ولاعبونا لا يركزون أبداً لمدة طويلة) لتنفيذ وجباتهم كاملة.
فمثلاً قلبي الدفاع يقوم كل منهم بالدفاع وتغطية منطقة معينة ورقابة المهاجم الموجود في هذه المنطقة وهذا يتطلب تميزهم بالسرعة العالية والفكر اللازم للتغطية وأيضاً يجب أن يتميزان بالقدرة العالية على تبادل الكرة وبدء الهجمات تحت ضغط مهاجمي المنافس ...
أما ظهري الجنب فيجب أن يتميزا بسرعة ارتداد عالية للغاية للتغطية على أماكنهم (لأنه اذا قام لاعب الارتكاز بالتغطية على الظهير المتقدم فانه يترك مساحة خالية في منطقة نصف الملعب ).
ويجب أن يجيدوا ألعاب الهواء لاحتياجهم لذلك بشدة عند قيامهم بالتغطية العكسية (يقوم بهذا الدور في 3-5-2 الليبرو ونادراً ما يلجأ ظهري الجنب لذلك).
ونلاحظ أن امكانيات المدافعين المصريين المتوفرين حالياً لا تدعمهم في تنفيذ 4-4-2 فوائل جمعة أفضل قلب دفاع مصري لا يتميز بالسرعة العالية ولا القدرة على بدء هجمة بشكل صحيح من الخلف بل يرتبك بشدة عند الضغط عليه أثناء تناقل الكرة ويضطر غالباً " للتشتيت " فلا تبدأ هجمات فريقه بشكل صحيح (وهذه من أكبر مشاكل النادي الأهلي حالياً).
وأيضاً لا يتميز معظم ظهراء الجنب بسرعة الارتداد (تذكر المساحة الخالية دائماً وراء سيد معوض في النادي الأهلي وتركيز الترجي التونسي على المساحة الخالية وراء أحمد فتحي في لقاء القاهرة ولا داعي طبعاً للحديث عن أحمد غانم سلطان).
ونلاحظ أيضاً أنه في حالة وجود ليبرو (هاني سعيد) تختفي كل العيوب السابقة ويتألق ويظهر وائل جمعة وأحمد فتحي وسيد معوض ومحمود فتح الله بلا أخطاء (غانا 2008 وأنجولا 2010 ) ويظهر خط الدفاع بالكامل في حالة رائعة حتى في حالة اهتزاز أحد عناصره (فتح الله أو معوض أو المحمدي).
ثانياً : خط الوسط2-5-3 يتكون من لاعبي ارتكاز ولاعب يلعب تحت المهاجمين نطلق عليه مجازاً (صانع ألعاب) .يقوم لاعبي الارتكاز بتأمين قلب الملعب والضغط على لاعبين المنافس لاستخلاص الكرة بالتبادل.
ويقوم واحد منهم بمساندة صانع الألعاب في بناء الهجمات (حسني عبد ربه مع المنتخب وحسام غالي تحت قيادة الساحر البرتغالي عام 2001 ).
ودفاعياً يقوم احدهم بالتغطية وراء الظهير المتقدم ولكن بمساندة أحد قلبي الدفاع أو الليبرو (مانويل جوزيه كان يطلب من أحد قلبي الدفاع بالتقدم بستمرار وملء فارغ الظهير المتقدم حتى يتفرغ الارتكاز لتأمين قلب الملعب).
:4-4-2يتكون من لاعبي ارتكاز وجناحين أيمن وأيسر، يقوم لاعبي الارتكاز بنفس الوجبات السابق ذكرها بالاضافة عن احدهم يقوم بالتغطية لوحده على أي ظهير متقدم وهذا يترك فارغاً كبيرا في نصف الملعب لا يستطيع ملؤه غير لاعب ارتكاز من الطراز الأول (يايا توريه مع برشلونة ومايكل اسيان مع شيلسي ).
وفي نفس الوقت يجب عليهم القيام بالمساندة الهجومية أما الجناحين فيقومان بفتح الملعب على مصراعيه والتحرك من على الخط إلى داخل الملعب بالكورة أو بدونها ويجب عليهم المساندة الدفاعية لظهري الجنب ربما يوجد في مصر لاعبون ارتكاز على مستوى علي أمثال شوقي وغالي وحسني والصقر أحمد حسن ولكن لا يجود من يجيد في مركز الجناح بكل متطلباته من سرعة ومهارة والقدرة على التصويب والاختراق العرضي والطولي وامداد المهاجمين بالكرات غير محمد بركات ووليد سليمان وشيكابالا (مع التحفظ على فعالية شيكابالا وسرعة تصرفه في الكرة ).
لكن مثلاً لايقوم شيكابالا أو حسين ياسر بالمساندة الدفاعية مما يجعل طرفي الزمالك مهددين ويضطر معها حسام حسن للتضحية بأحدهم من أجل ارتكاز ثالث يساند ظهري الجنب وفي الأهلي يضطر جدو للتراجع مع معوض يسراً فلا يقدم المطلوب منه دفاعياً أو هجومياً ثالثاً:خط الهجوميلعب مهاجمان في خط المقدمة في الطريقتان.
لن أحاول المقارنة بين الطريقتين هنا ولكن سوف اتحدث عن خط الهجوم إذا ما واجه خط دفاع يلعب بليبرو أو خط دفاع طريقة 4-4-2عندما يواجه المهاجم خط دفاع يلعب خلفه ليبرو تكون مهمته أصعب بكثير لأنه يجب عليه التغلب على لاعبين قبل الوصل للمرمى ولن يكتفي بأن يقوم بالتحرك خلف قلب الدفاع وانتظار البينيات لأنه يوجد من مهمته قطع الكرات البينية أو مواجهة المهاجم إذا مر من رقيبه...
لذا كان دروجبا يجد صعوبة بالغة في إختراق دفاع الفراعنة لأنه يفاجأ بأن المرور من رقيبه ليس كافياً للوصل للهدف وهو غير معتاد لمواجهة ذلك مع شيلسي الانجليزي أما المهاجم الذي يواجه خط دفاع بدون ليبرو فيكفي أن يتحلى بالسرعة والتحرك الجيد بين قلبي الدفاع أو قلب الدفاع والظهير لضمان فرص في مواجهة المرمى.
ملحوظات: 1-أكثر سبب يجعلني اعترض وبشدة على لعب الفرق المصرية بطريقة 4-4-2 أنها تعتمد في المقام الأول على توافر السرعات في الفريق .وهذا غير موجود في اللاعب المصري تماماً باستثناء المحمدي وزيدان وفتحي .
فلماذا أعرض فريقي للخسارة إذا ما واجهت فريق به مهاجم سريع ولاعب يجيد إرسال البينيات.
2-هناك بعض المدربين الذين حاوله إدخال مركز الليبرو على طريقة 4-4-2 وتوفير عمق دفاعي للفريق.
في ذلك ومنهم الإيطالي العظيم مارشيلو ليبي عندما كان مدرباً لليوفنتوس الإيطالي ونجحوافكان في حالة الهجوم يلعب زامبروتا كجناح أيمن وتورام كظهير أيمن وفابيو كانافارو كقلب دفاع وفي حالة الدفاع يعود زامبروتا لشغل مكان الظهير الأيمن ويعود تورام كقلب دفاع ويقوم كانافارو بعمل العمق الدفاعي.
3-من أكبر مميزات 3-5- 2 أنه من أجل أن تقوم باختراقها يجب عليك الهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وهذا يجعل خطوطك الخلفية فارغة ويسهل اختراقها بالمرتدات .
وهذا بالتحديد ما قاله شوستر المدرب السابق للفريق الملكي ريال مدريد بعد مواجهة ديبورتيفو لاكرونيا عام 2008 (تذكر مباريات مصر في كاس الأمم أمام الكوت ديفوار 2008 وأمام الكاميرون 2008 و-2010.
4-من مميزات 4-4-2 أنها هجومية للغاية وكل مؤيدها يحبونها لهذا السبب ولكن بالتنفيذ الصحيح ل-3-5-2 يمكن الوصل لنفس النتيجة وكما يقول الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي أن من أكبر مميزات الأهلي في عصر مانويل جوزيه أنه كان يصل لمنطقة جزاء المنافسين بأكبر عدد من اللاعبين.
5-تصريحات وائل جمعة أفضل مدافع أفريقي توضح خطأ اعتماد الثنائي البدري وشحاتة على طريقه 4-4-2بعد الفوز الودي على أستراليا بثلاثية نظيفة مساء الأربعاء فقد قال "بطريقة 3-5-2 حققنا الفوز بثلاث بطولات أمم إفريقية متتالية.
فلا داعي لتغيير الأسلوب من الأساس". وقال أيضاً لتأكيد عدم امكانيته من أداء 4-4-2 في الاهلي والمنتخب (التي تعتمد على السرعة في المقام الأول) "بحكم التقدم في السن تقل سرعتي وهذا أمر طبيعي، لكني مازال لدي الإصرار والعزيمة للعودة لمستواي".
ملحوظه أخيرة : طرق اللعب تتغير حسب امكانيات اللاعبين ولكن امكانيات اللاعبين لا تتغير مع تغير طرق اللعب