إبسماتيك الأول كان أول فراعنة سايس(مدينة مصرية) الثلاث، أي الأسرة السادسة والعشرون. قصة هيرودوت عن الدوديكارخي (حكم الإثنا عشر) وصعود إبسماتيك الأول للحكم أغلب الظن أنها خيالية. من المعلوم من كتابات مسمارية أن عشرين أميراً معينين من قبل إسارحدّون ومرسمين من قبل آشور بانيبال لحكم مصر. نخاو الأول، والد إبسماتيك الأول، كان زعيم هؤلاء الأمراء. ويبدو أن هؤلاء الأمراء فشلوا في الحفاظ على مصر للآشوريين المكروهين من الشعب أمام هجمات النوبيين المحبوبين من الشعب. وحسب هيرودوت، اللابيرنث (قصر التيه) الذي بناه سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشر كان مقر الدوديكارخي، أي حكم الإثني عشر، والتي غالباً ما تكون تحريفاً للأمراء العشرين. بعد وفاة والده. تمكن إبسماتيك الأول من تحرير مصر من سيطرة الآشوريين، واستعاد رخاء مصر خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت 54 عامًا.
وحد إبسماتيك الأول مصر في العام الثامن من حكمه عندما أرسل أسطولاً قوياً في مارس 656 ق.م. إلى طيبة وأجبر زوجة الإله أمون على اتخاذ ابنته نيتوكريس كوريثة لها، كما دون في مسلة التبني. نجاح إبسماتيك الأول في السيطرة على طيبة حطم آخر مظاهر سيطرة الأسرة النوبية على مصر العليا بقيادة تنتاماني. نيتوكريس ستبقى في منصبها لمدة 70 عاماً من 656 ق.م. حتى وفاتها في 585 ق.م. بعد ذلك قام إبسماتيك الأول الأول بالعديد من الحملات ضد هؤلاء الحكام الإقليميين الذين عارضوا توحيده لمصر. أحد انتصاراته على عصابات ليبية ذكرت في مسلة من العام 10-11 من عهده في واحة الداخلة. وقد كان إبسماتيك الأول فرعونا عظيمًا لمصر حيث حررها من الآشوريين، ثم أسس علاقات وطيدة مع الإغريق وشجع العديد منهم على الاستقرار في مصر، وإنشاء مستوطنات لهم والانخراط في الجيش المصري.